التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
آق قوينلو دولة الشاه البيضاء، إحدى الدول التركمانية التي حكمت في منطقة ديار بكر والعراق، وأشهر أمرائها أوزون حسن الطويل
الأصل والتسمية
آق قُوينْلو Ak Koyunlu اتحاد قبائل تركمانية من الأغوز (الغُزّ) استقرت في منطقة ديار بكر جنوب شرقي تركيا، وكونت دولة آق قوينلو في القرنين الثامن والتاسع الهجريين = الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، والتسمية من أصل تركي وتعني "الشاة البيضاء"، إذ كانت تتخذ شعارًا لهم وترسم على راياتهم.
تعرف هذه الدولة أيضًا باسم "البايندرية" نسبة إلى بايندر حفيد أوغوز خان الذي يرقى الآق قوينلو بنسبهم إليه (وكانت تدين بالإسلام على المذهب السني).
عثمان قره يولك مؤسس الدولة
وصلت هذه القبائل إلى المنطقة في العهد السلجوقي، ولم يكن لها شأن يذكر في الحوادث التي رافقت الغزو المغولي، وتروي الملحمة التركية (ديدي قورقت) بعضًا من أخبارها. إلا أن أول ذكر للآق قوينلو تورده الحوليات التاريخية البيزنطية في عام 741هـ = 1340م تحت اسم "أمراء آمد" الذين هاجموا طرابزون ذلك العام مرارًا، وتزوج أحدهم، فخر الدين قُطلُ بيغ بن طُر علي إحدى أميرات طرابزون من آل كومنين.
وكذلك فعل ابنه عثمان قره يولك (العلقة السوداء)، وعثمان هذا (780 - 839هـ =1378 -1435م) هو المؤسس الحقيقي لدولة الآق قوينلو التي سيطرت على ديار بكر بعد أن نجح في القضاء على منافِسَيْه قَرَه محمد زعيم القره قُوينلو (791هـ = 1389م) والقاضي برهان الدين صاحب سيواس (799هـ = 1397م).
وكان عثمان من قبل جنديّا خدم لدى حكام أذربيجان وسيواس ومصر. وعندما أصبح زمام الأمر في يده عرض خدماته على تيمور لنك وحارب تحت لوائه في معركة أنقرة (805هـ = 1402م) فمنحه تيمور ديار بكر إقطاعًا، وظل يعمل على بسط نفوذه على سهول أرمينية حتى وفاته سنة 839هـ/1435م (عاش أكثر من ثمانين عامًا).
وحد من نشاطه تجدد قوة اتحاد القره قوينلو (الشاة السوداء) المزاحم الذي كان يسيطر على الأراضي الواقعة شمال بحيرة "وان" وشرقها، وكان يتزعم هذا الاتحاد قره يوسف الذي استرد إمارته بعد موت تيمور وطَرَد الجلائريين من بلاده (813هـ = 1410م).
أوزون حسن الطويل والعصر الذهبي
نشب خلاف دموي بين ولديْ عثمان قره يُولك، علي وحمزة، أدى إلى تضعضع اتحاد الآق قوينلو وضعفه، ولكنه ما لبث أن استرد عافيته بقيادة أوزون حسن بن علي (828 - 882هـ = 1424 - 1478م) الذي أخفق في كبح جماح العثمانيين الذين أخذوا يتوسعون شرقًا فتوجه نحو الشرق، وقضى على دولة القره قوينلو نهائيًا، وقتل السلطان أبا سعيد التيموري (873هـ = 1468م)، واستولى على أذربيجان وأرمينية وغربي إيران، وبسط نفوذه على بغداد وهراة والخليج العربي، واتخذ من تبريز عاصمة له (876هـ = 1468م).
وفي عهد أوزون حسن هذا أصبح لدولة الآق قوينلو مكانتها في السياسة الدولية، ودخلت في حلف مع البابا في رومة ومع البندقية والمجر على العثمانيين، ونجح ابنه يعقوب بن حسن (883 - 896هـ = 478 - 1490م) في المحافظة على مركز هذه الدولة حتى وفاته.
سقوط الدولة
ولم يلبث الخلاف أن نشب ثانية بين أبنائه وأبناء إخوته بعد موته، وأخذ الضعف يدب في أوصال الدولة، فلم تستطع الصمود في وجه الصفويين بزعامة شاه إسماعيل، فهُزِم ألوَنَد بن يوسف بن حسن إثر معركة ضارية عند شَرور (قرب نختشان) وصمد مراد بن يعقوب بن حسن بضع سنوات أخرى حاكمًا في بغداد قبل أن يفر غربًا لينضم إلى العثمانيين ويرافق السلطان سليم الأول في غزو بلاد فارس (920هـ = 1514م)، وتوفي قرب أورفة (الرها) في السنة نفسها طاويًا آخر صفحة في تاريخ هذه الأسرة.
أمراء الآق قوينلو
1- بهاء الدين عثمان قره يولك بن فخر الدين قُطلُ بيغ بن طُر علي (780 - 839هـ).
2- جلال الدين علي بن عثمان (839 - 842هـ).
تنازع الأخوان الحكم حتى وفاة الأول
3- نور الدين حمزة بن عثمان (839 - 848هـ).
4- معز الدين جهانكير بن علي (848 - 857هـ).
حكم ابنه قاسم ماردين وآمد (893 - 908هـ)
5- أوزون حسن بن علي (حسن الطويل) (857 - 882هـ).
6- خليل بن أوزون حسن (882 - 883هـ).
7- يعقوب بن أوزون حسن (883 - 896هـ).
8- بايْسنقر بن يعقوب (896 - 897هـ).
بدء الصراع بين الورثة
9- رستم بن مقصود بن أوزون حسن (897 - 902هـ).
10- أحمد غودة بن أغرلو محمد بن أوزون حسن (902 - 903هـ).
11- مراد بن يعقوب بن يوسف بن حسن (للمرة الأولى) (903 - 905هـ).
12- ألَوَند بن يوسف بن حسن (905 - 906هـ).
ثم هرب إلى ديار بكر وتوفي سنة 910هـ = 1504م
13- محمد بن ألَوَند بن يوسف (906 - 907هـ).
14- مراد بن يعقوب بن يوسف (للمرة الثانية) (907 - 908هـ).
هزمه الشاه إسماعيل الصفوي ففر إلى بغداد وحكمها أربع سنوات ونيفًا، ثم فر إلى ديار بكر والأناضول والتحق بالسلطان سليم الأول، (توفي سنة 920هـ = 1514م).
_________________
مراجع للاستزادة:
- ستانلي لين بول، الدول الإسلامية، ترجمة صبحي فرزات (مكتب الدراسات الإسلامية، دمشق 1973م).
- زامباور، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة (دار الرائد العربي، بيروت 1980م).
التعليقات
إرسال تعليقك